الإلحادمقالات الإلحاد

الجفاف يفتك بأوروبا.. وجزيرة العرب تعود مروجاً وأنهاراً

بقلم الباحث في مركز مناصحة: الأستاذ أحمد المحمد

 

مناصحة – متابعة 

بعد أن تنفّس العالم شرقيه وغربيه الصعداء بانتهاء فاجعة كورونا دهته فاجعةٌ أشدّ منها هي: (جدري القرود)، وهو في أثناء هذه المحنة وإذا بمصيبةٍ أخرى تحلّ على الأبواب، وهي: جفاف الأنهار والبحيرات في كثيرٍ من البلاد الأوربية … تأبى المصائب أن تأتي فرادى.

فأوروبا، تلك القارة العجوز، التي وجدت نفسها في خضمّ صراعٍ دبلوماسيٍ وعسكريٍ واقتصاديٍ، وأزمة طاقةٍ غير مسبوقةٍ نتيجة الأزمة الروسية-الأوكرانية، لم تكد أن تلملم شتات نفسها، حتى ضربتها أسوأ موجة جفافٍ منذ 500 عامٍ، أدّت إلى انخفاض مستوى المياه في البحيرات والأنهار بما يهدّد إمدادات مياه الري والشرب والشحن النهري، بالإضافة إلى جفاف الأراضي الزراعية، وهو ما يكلّفها مزيداً من الخسائر الاقتصادية.

هذا الجفاف سبّب اضطراباتٍ قويةً في حركة التجارة عبر الأنهار، والتي تعدّ عنصراً مهمّاً للنقل بين الدول الأوروبية، وتساعد بنحو 80 مليار دولار في اقتصاد منطقة اليورو، بحسب بيانات هيئة “يوروستات”، وهو مبلغٌ قد تفقده ميزانية دول الاتحاد الأوروبي إذا ما توقفت حركة النقل عبر الأنهار والقنوات المائية بالمنطقة.

في هذا السياق، قال مستشار التحرير في منصة الطاقة، أنس الحجي، في مقابلة مع برنامج “عالم الطاقة” على قناة “سكاي نيوز عربية”: إنّ مشكلة الجفاف في أوروبا كبيرةٌ جداً، وإنّها على المدى الطويل، قد تكون أخطر من أزمة الحرب الروسية-الأوكرانية والعقوبات المرتبطة بها”، مضيفاً أنّ “أوروبا الآن في مأزقٍ كبيرٍ بسبب الجفاف، وقد يكون هذا المأزق أكبر بكثيرٍ من مأزق الحرب الروسية الأوكرانية”، بحسب ما قاله الحجي.

وأوضح الحجي قائلاً: “السياسيون في أوروبا قد يمكنهم التعامل مع بوتين، لكن لا يمكنهم التعامل مع الجفاف، فمشكلة أوروبا مع روسيا بخصوص أوكرانيا والعقوبات، هي في النهاية قرارٌ سياسيٌّ، ويمكن أن يتغير، أو حتى أن يتقبل السياسيون الوضع الجديد، لكن لا يمكن للسياسيين أن يتعاملوا مع الجفاف”. وعن أبرز التحديات التي تواجهها أوروبا بسبب الجفاف، قال الحجي، إنّ “كلّ المنتجات النفطية تنقل داخل أوروبا عبر الأنهار.. فإذا جفّت هذه الأنهار كيف سينقلونها؟”.

وذكر أيضاً أنّ هناك عدة دولٍ تعتمد على توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، وقد انخفض مستوى السدود كثيراً في الوقت الحالي، وهو ما يعني أنّه سيتم استخدام الغاز لتعويض هذا النقص، وهذا الأمر سيكون في النرويج خاصّةً. وإذا استخدمت النرويج الغاز لتعويض نقص الكهرباء الناتج عن انخفاض مستوى السدود، فهذا يعني أنّ هذا الغاز لن يذهب إلى أوروبا، والحال نفسه في بريطانيا.

ومن المعلوم أنّ الدول الأوروبية تواجه اليوم أزمةً كبيرةً في توفير الغاز، بعد تقليص روسيا إمداداتها، على خلفية العقوبات المفروضة عليها إثر عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وأقرّت دول الاتحاد الأوروبي خفضاً طوعياً في استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمئة من أجل السماح بزيادة مخزوناتها قبل دخول فصل الشتاء، مع ذلك، يتوقّع الخبراء أن تشهد أوروبا شتاءً قاسياً، وارتفاعاً في فواتير التدفئة.

وجاءت أزمة الجفاف، في وقتٍ كانت أوروبا تنوي الاعتماد على الممرّات المائية بصفتها جزءاً من جهودها لمكافحة التغيّر المناخي وتقليل انبعاثات الغازات الدفينة، كما يبدو أنّ معاناة ألمانيا من أزمة نقص الغاز نتيجة الأزمة الأوكرانية قد تتضاعف، إذ أنّ صعوبة النقل النهري قد تعيق حركة نقل الفحم إليها، ما قد يهدّد خطة الحكومة الألمانية لإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم. فنهر الراين بألمانيا، يمثّل شريان حياةٍ بقلب أوروبا، وقد انخفض منسوبه بما يهدّد الإمدادات الحيوية لألمانيا وحركة السفن.

نهر الراين – ألمانيا 

ونقلت وسائل إعلامٍ أوربيةٌ عن معهد هيدرولوجيا للأبحاث رصد استمرار انخفاض مستويات المياه حتى أيامٍ قادمةٍ، مشيراً إلى أنّ انخفاضها يؤثّر في حركة مرور الزوارق والقوارب، وموضحاً أنّ منسوب مياه نهر الراين قد انخفض في بعض الأماكن إلى 38 سنتيمتراً. ووفقاً لنشرةٍ يوميةٍ صادرةٍ عن إدارة الممرّات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية، فمن المتوقّع أن ينخفض منسوب المياه أكثر بمقدارٍ يتراوح من سنتيمتر إلى 10 سنتيمترات خلال الأيام القادمة.

وتعتمد الشركات الألمانية الكبيرة على هذا النهر لتزويدها بالوقود، كما تنقل السفن الموجودة على النهر الفحم إلى محطات الطاقة التي اختارت الحكومة استخدامها مكثّفاً ردّاً على قيام روسيا بإيقاف خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي. وقالت وسائل إعلامٍ محليةٍ: إنّ تكاليف شحن البضائع عبر النهر ارتفعت خمسة أضعافٍ تقريباً.

وفي فرنسا، نجد أنّ درجات الحرارة المرتفعة في الأنهار، جعلت من مياه نهري “رون” و”غارون” دافئةً لدرجةٍ باتت لا تسمح بتبريد المفاعلات النووية. أمّا نهر الدانوب، والذي يشقّ طريقه عبر مساحة 1800 ميلٍ بين وسط أوروبا والبحر الأسود، يجفّ هو الآخر، ممّا يعيق حركة تجارة الحبوب وغيرها.

وفي بريطانيا .. جفّت منابع نهر التايمز على نحوٍ لم تشهده البلاد من قبل، وأعلنت الحكومة منذ أيّامٍ قليلةٍ، أنّ أجزاءً من جنوب ووسط وشرق إنجلترا انتقلت رسمياً إلى حالة الجفاف، بعد فترةٍ طويلةٍ من الطقس الحارّ والجافّ الذي تشهده القارة الأوروبية. ورصدت وكالة (الأناضول) التركية انخفاض مستوى المياه في عدة نقاطٍ بنهر أفون (120 كيلومتراً) الذي يُعدّ من أهمّ مصادر المياه غربي بريطانيا، بجانب شبه جفافٍ لمياه النهر في منطقتي بريستول وكليفتون. ونقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن وكالة البيئة قولها: “لا توجد إشاراتٌ قويةٌ على وقوع تحسّنٍ كبيرٍ في ظروف الجفاف الحالية”.
نهر التايمز – بريطانيا 

أمّا نهر “بو” في إيطاليا، والذي يتدفّق عبر قلب إيطاليا الزراعي والصناعي، فقد شهد انخفاضاً كبيراً بمنسوب المياه فيه، فبات غير كافٍ لريّ حقول الأرز. وسجّلت بحيرة غاردا -كبرى بحيرات إيطاليا- رقماً قياسيّاً بعد وصول المياه إلى أدنى مستوىً لها على الإطلاق، بسبب أسوأ موجة جفافٍ تشهدها البلاد منذ عقودٍ. وكشفت وكالة أسوشيتد برس عن تسجيل منسوب المياه في البحيرة، منذ أيامٍ قليلةٍ، 32 سنتيمتراً مقترباً من أدنى مستوىً مُسجَّلٍ لها في عامي 2003 و2007م. ورصد السيّاح الذين توافدوا إلى البحيرة الشمالية الشهيرة لبدء عطلة نهاية الأسبوع الطويلة مشهداً مختلفاً تماماً عمّا كانت عليه البحيرة خلال السنوات الماضية. وحذّر بيدنيلي في منشورٍ على فيسبوك: “الجفاف حقيقةٌ يجب أن نتعامل معها هذا العام”.

نهر بو – إيطاليا 

أسباب موجة الجفاف:

يعزو العلماء هذا الجفاف الذي تشهده أوروبا إلى التغيرات المناخية التي أدّت إلى تراجع تساقط الثلج، حيث انخفض تساقط الثلوج هذا العام بنسبة 70%، وارتفاع منسوب استهلاك النباتات للماء نتيجة انخفاض خصوبة الأرض، بالإضافة إلى الطقس الحارّ، حيث تعرّضت البلاد لموجة حرٍّ غير مسبوقةٍ، فوصلت درجات الحرارة في بريطانيا إلى 40 درجة، وفي بعض المناطق المعروفة ببرودتها إلى 44 درجةٍ هذا الصيف، وهذا ما أدّى إلى كثيرٍ من حرائق الغابات أودت بحياة المئات، بل الآلاف، وإجلاءٍ لآلافٍ أخرى، وفرار الآلاف من منازلهم، وسط توقعاتٍ بأن تستمرّ هذه الموجة الحارّة حتى أيامٍ قادمةٍ. وفوق هذا كلّه قلّة الأمطار، وهي كارثةٌ كبيرةٌ ضربت العالم كلّه من أقصاه إلى أدناه، إلا ما رحم ربي.

الإجراءات الاحترازية للتخفيف من أزمة الجفاف:

بدأت بعض الحكومات باتخاذ إجراءاتٍ لمواجهة شحّ المياه وجفاف الأنهار والبحيرات، ففرنسا -على سبيل المثال- حظرت استخدام المياه لغسيل السيارات أو ريّ الحدائق المنزلية، وأغلقت مرافق الاستحمام في الشواطئ. وأعلنت المجموعة الوطنية للجفاف التابعة لوكالة البيئة البريطانية أنّ الحكومة ستفرض قيوداً على الاستخدام التجاري للمياه في المناطق المتضرّرة إثر إعلان حالة الجفاف. وفرضت أجزاءٌ أخرى من بريطانيا حظراً على استخدام خراطيم المياه، حيث تحذّر فرق الإطفاء من نشوب حرائق غاباتٍ بسبب شدّة الجفاف.

الاستمطار:

ومن الإجراءات التي يتخذها الإنسان للحدّ من مشكلة الجفاف وقلّة الأمطار الاستمطار[1]، ولسان حال كثيرين من اللادينيين والملحدين: الاستمطار حقيقةٌ علميةٌ .. العلم غلب الإله ..إلخ. ولا يعلم هذا المغرور ما في هذه التقنية من خطرٍ وضررٍ على الحياة والأحياء جميعاً؛ من البشر والحيوان والنبات، وذلك بسبب ما تحويه المواد المستخدمة في بذر السحب من سمومٍ بحسب تصنيف المنظمات العالمية[2].

وقد ظهر من خلال التجارب التي أجريت في مجال زيادة الأمطار أنّ النتائج كانت في أغلبها سلبيةً، وأخفقت العديد من المشاريع بحيث لم تحقق الهدف الذي تبتغيه، بل كانت النتيجة معاكسةً، وهي حدوث تناقصٍ في الهطول، وكانت نسبة التناقص في العديد من المشاريع تفوق نسبة الزيادة المعتادة والمتوقعة قبل إنجاز المشروع، كما أنّ عمليات إسقاط المطر لا تزال مكلفةً جداً.

وسواءٌ تمّ الاستمطار أو لم يتمّ، فهو مرتبطٌ بإذن الله ومشيئته، ولن يحدث إن لم يأذن به الله، ولو اجتمع عليه الثقلان. والجدير بالذكر هنا أنّ بني البشر نجحوا في الاستمطار، لكنّ الأمر الذي أدهشهم؛ هو أنّ هذا المطر الذي نزل بسببٍ منهم لم يفد الأرض والزرع والنبات، كما ظنّوا وخطّطوا من قبل. وكأنّ الله تعالى يعلمهم أنّ المسألة مسألة توبةٍ لا علمٍ وخططٍ ودراساتٍ، قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: 30].

عودة المروج إلى الجزيرة العربية:

في ظلّ المناخ الصحراوي الجافّ في جزيرة العرب، وفي صحراء الربع الخالي، بدأت بوادر تحوّل تلك الأراضي القاحلة إلى أرض زرعٍ ونباتٍ، بعد ظهور عددٍ من الأنهار والينابيع في مناطق من السعودية واليمن، وهي مناطق ما كان يظنّ بها أن تتغيّر قسوتها الصحراوية لولا قبسٌ من نور النبوّة أخبرنا بذلك.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ ‌مُرُوجًا وَأَنْهَارًا”[3]. من المعلوم أنّ أرض العرب أرضٌ قاحلةٌ، شحيحة المياه، قليلة النبات، غالب مياهها من الآبار والأمطار، فمن علامات الساعة أن تنقلب هذه الأرض ويكثر فيها المياه، حتى تكون أنهاراً، فتنبت بها النباتات، فتكون ‌مروجاً وحدائق وغاباتٍ، وذلك إمّا بسبب حفر الآبار وزراعة الأرض، وإمّا بسبب تغيّر المناخ أو غير ذلك. وقد ظهر في هذا العصر عيونٌ كثيرةٌ تفجَّرت كالأنّهار، وقامت عليها زراعاتٌ كثيرةٌ[4].

[1] يتمّ الاستمطار بطريقتين؛ إمّا بتسريع هطول الأمطار من سحبٍ معينةٍ فوق مناطق بحاجةٍ إليها، بدلاً من ذهابها إلى مناطق لا حاجة بها إلى الماء، لظروفها الطبيعية الملائمة للإدرار الطبيعي، وإمّا بزيادة إدرار السحابة عمّا تدرّه بطبيعتها الأصلية.

[2] وقد صنّف مكتب البيئة والصحة والسلامة بجامعة بيركلي، كاليفورنيا بالولايات المتحدة يود الفضة المستخدم في بذر السحب بأنّه مادةٌ كيماويةٌ غير عضويةٍ، خطرةٌ، لا تذوب في الماء، وسامّةٌ للإنسان والأسماك، وتفهرس وكالة حماية البيئة الأمريكية مادة يود الفضة ضمن المواد الخطرة والسامة.

[3] مسند أحمد، (14/ 427 ط الرسالة) (8833)، ومسلم (157).

[4] أشراط الساعة: يوسف الوابل، (ص202).

وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: ” تَعُودَ”: إعجازٌ غيبيٌّ؛ فالعود في الأصل هو رجوع الأمر إلى شيءٍ سبق أن كان عليه. أمّا معنى الحديث في النظرة العلمية المعاصرة: فإنّ ” أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً منذ خمسة آلاف سنةٍ تقريباً، وأنّها بعد فترةٍ من الزمن أصبحت صحراء مجدبةً قليلة الماء والأنهار، وأنّها بعد ذلك ستعود ثانيةً فتجري فيها الأنهار، وتمتلئ بالمرج الأخضر الذي يعلو أرضها، وهذا ما أثبتته دراساتٌ متعددةٌ في زماننا هذا[1]، وقد أشار بعض العلماء أنّ الزحف الجليدي يتقدّم الآن باتجاه جزيرة العرب، والذي يحمل معه الثلوج والأمطار، والتي تكون عادةً سبباً في إنبات الزرع وكثرة الخيرات[2]. وفي دراساتٍ لوكالة ناسا الفضائية وبعض الأحافير وجدوا في أعماق الأرض بقايا لحيواناتٍ كانت تعيش في هذه الأرض، ومجاري أنهار تمتدّ إلى مسافاتٍ طويلةٍ تحت الأرض.

فبعد استخدام تقنيات المسح عن بعد، وجد العلماء آثاراً لغاباتٍ كثيفةٍ ومروجٍ تمتدّ آلاف الأمتار. ويقول العالم الذي أشرف على هذا الاكتشاف بالحرف الواحد: “إنّ هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطّاةً بالأنهار والبحيرات العذبة والنباتات والمروج، وإنّ هذه المنطقة كانت في ذلك اليوم -أي الماضي- أشبه بأوربا اليوم” يعني كانت تماماً تشبه أوربا في أنهارها ومروجها وأشجارها[3].

وقد ورد في خصوص منطقة تبوك -شمال أرض العرب- أنّها تكون جناناً، ففي حديث مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ -رضي الله عنه- أنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ ‌طَالَتْ ‌بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا»[4]. وقد ملئت أرض تبوك جناناً، فالمزارع والبساتين والحدائق في كلّ مكانٍ، بل أصبحت تبوك تصدّر الكثير من الفواكه والخضراوات والزهور والحبوب إلى بعض البلدان المجاورة، بسبب الاهتمام المتزايد من أهالي المنطقة بالزراعة، وحفر الآبار الارتوازية التي ينبع منها الماء بكثرةٍ ووفرةٍ، كما اتجهت الحكومة إلى إنشاء السدود التي تحبس المياه، حتى أصبحت وكأنّها أنهاراً تجري لريّ الأراضي الزراعية في تلك المنطقة، حتى أصبحت مروجاً ومزارع وخضرةً يانعةً.

وما سبق نجد له إرهاصاتٍ واضحةً في زماننا، وهو جريان السيول في صحراء الربع الخالي، وهو مشهدٌ غريبٌ في أرضٍ قاسيةٍ قاحلةٍ، ولكنّها إرادة الله، وبشريات النبوة: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [فصلت: 53، 54].

[1] الدلالات العقدية للآيات الكونية: د. عبد المجيد الوعلان، (ص627).

[2] انظر نهاية العالم: د. محمد العريفي، (142).

[3] الإعجاز في السنة – أنهار الربع الخالي.

[4] مسلم (706).

المراجع:

كتاب: أشراط الساعة: يوسف الوابل.

كتاب: الدلالات العقدية للآيات الكونية: د. عبد المجيد الوعلان.

كتاب: نهاية العالم: د. محمد العريفي.

مقالة: الاستمطار الصناعي: محمد الحيدر.

مقالة: الجفاف يهدد أوروبا بأزمة أخطر من الحرب الأوكرانية.. كيف ذلك؟

مقالة: الجفاف يهدد أوربا.. مخاوف في 3 دول من الطقس الحار ونقص المياه

موقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، http://kaheel7.com/pdetails.php?id=669&ft=37

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق