نجد أن القرآن الكريم يؤسس لثلاث مناهج معرفية:
⏺️المنهج السببي لفهم المادة قال تعالى في سورة النور (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) (43)
⏺️ومنهج التفكير السنني لفهم الاجتماع والحضارة قال تعالى في سورة فاطر (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) (43)
⏺️ومنهج التفكير العقلي الذي ينطلق من إدراك المحسوس للاستدلال على غير المحسوس خصوصا في قضايا الإيمان بالله تعالى قال تعالى في سورة آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
⏺️ومنهج الاتباع في تلقي الدين لمن هم تحت رتبة الاجتهاد والاجتهاد لمن هم في أهلية الاجتهاد قال تعالى في سورة النساء (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (83)
أما منهج التفكير الغيبي الذي يحل الكون إلى جملة من الطلاسم ويفسر الحياة بالجبر ومتغيرات الاجتماع والحضارة بمحض المنة الربانية وجعل فهم الدين منوطا بالإلهام والفتح الرباني بدون تعلم فهم أبعد ما يكون عن المنهج الرباني في التدبر والفهم.